تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) تعد واحدة من أبرز التطورات التكنولوجية في تاريخ كرة القدم، حيث ساهمت في تحسين قرارات التحكيم وتقليل الأخطاء المؤثرة على المباريات.
بداية فكرة الفار
بدأت فكرة استخدام التكنولوجيا لمساعدة الحكام منذ أوائل الألفينات، ولكنها لم تطبق رسميًا إلا في عام 2016 عندما وافق مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) على تجربتها. جاءت هذه التقنية بعد مطالبات عديدة بتحقيق العدالة في المباريات، خاصة مع الأخطاء التحكيمية التي غيرت نتائج مباريات هامة.
أول تطبيق رسمي للفار
تم استخدام الفار لأول مرة بشكل رسمي في مباراة ودية بين منتخبي فرنسا وإيطاليا في سبتمبر 2016، ثم جُرِّبت في الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS) ودوري الدرجة الأولى الألماني (البوندسليغا) والإيطالي (السيري آ) خلال موسم 2017-2018.
كأس العالم 2018 وانطلاقة الفار عالميًا
كانت بطولة كأس العالم 2018 في روسيا أول نسخة من المونديال تعتمد تقنية الفار رسميًا، وأحدثت جدلًا واسعًا بسبب القرارات التي أثرت على العديد من المباريات، لكنها أثبتت فعاليتها في تقليل الأخطاء التحكيمية الكبيرة.
كيف يعمل الفار؟
يتم استخدام الفار في أربع حالات رئيسية:
1. تسجيل الأهداف – للتحقق من صحة الهدف والتأكد من عدم وجود مخالفات.
2. ركلات الجزاء – لمراجعة قرارات الحكم بشأن احتساب أو عدم احتساب ركلة جزاء.
3. البطاقات الحمراء المباشرة – لمراجعة الأخطاء التي تستوجب الطرد.
4. تحديد هوية اللاعبين – في حال وقوع خطأ في تحديد اللاعب الذي يستحق الإنذار أو الطرد.
الانتقادات والتعديلات
رغم فوائد الفار، تعرض لانتقادات عديدة بسبب تأثيره على متعة اللعبة، وتسبب في توقف المباريات لفترات طويلة، ما أثار جدلًا بين الجماهير والخبراء. لذلك، تم إدخال تعديلات على استخدامه مثل تحديد مدة مراجعة اللقطات وتقليل التدخلات في بعض الحالات غير الحاسمة.
الفار في البطولات الكبرى
بعد نجاحه في كأس العالم، تبنته العديد من البطولات الكبرى مثل دوري أبطال أوروبا، الدوري الإنجليزي الممتاز، والدوري الإسباني. ومع مرور الوقت، أصبح جزءًا أساسيًا من كرة القدم الحديثة، رغم استمرار النقاش حول تأثيره على روح اللعبة.
تقنية الفار تظل إحدى أكثر الابتكارات إثارة للجدل في تاريخ كرة القدم، وبينما ساهمت في تحقيق العدالة، فإن الجدل حول استخدامها مستمر بين مؤيديها ومعارضيها.
تعليقات
إرسال تعليق